الموقف الايراني من الاحزاب الفلسطينية (حركة حماس إنموذجا) (1948 -2013 )

المؤلفون

  • أ.م.د. وداد جابر غازي

الملخص

ان موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية ازاء عملية السلام في الشرق الاوسط جاء نتيجة طبيعية لرؤية ايران الثورية، السياسية والعقائدية للصراع العربي الاسرائيلي، لذا يمكن النظر الى تبني ايران للقضية الفلسطينية  ايضا على انه وسيلة هامة وفعالة للوصول الى العالم العربي، فمن ناحية اولى، عن طريق وضع تحرير فلسطين كمهمة مركزية ايرانية، لذلك شدد السيد الخميني على الرابطة الاسلامية كوسيلة لتجاوز الخلافات العربية- الايرانية والخلافات الطائفية، وفي التمييز المغاير. فان هذا الالتزام بقضية فلسطين قد افاد ايضا في تاكيد مصداقية اعتماد السياسية الثورية لايران الاسلامية بالمقارنة مع تقاس الدول العربية الاكثر محافظة ازاء اسرائيل. بشكل عام ان الطرح الايراني يقوم على اساس تصور شرق اوسط يخلو من الايديولوجية الصهيونية والنفوذ الامريكي كمرحلة اولى تسبق زوال اسرائيل ، ففي حدود الأمد المنظور يتعامل هذا الطرح مع اسرائيل كأمر مرفوض وان يكن واقعاً.

اما الموقف الايراني بخصوص الحل السياسي الصراع العربي – الاسرائيلي، فإنه يقوم على عدد من الافتراضات الاساسية، ومن اهم هذه الافتراضات هو:

  1. ان اسرائيل غير مهمته بشكل حقيقي باي سلام فعلي، لأنها استبدادية ومغتصبة بطبيعتها ولن او لا يمكن ان تفكر بتقديم اية تنازلات سياسية على الارض للجانب العربي-الفلسطيني.
  2. ان الحل السياسي الذي يرتكز على مشكلة الاراضي، التي احتلت في عام 1967 سوف يحكم على غالبية الشعب الفلسطيني، الذي يعيش خارج هذه الاراضي بالعيش كلاجئين دائميين.

لذلك فان الموقف الايراني بالخطوط العريضة، لا يحتمل اي حل سياسي لا يتضمن اعادة فلسطين الى اصحابها الشرعيين وحق اللاجئيين في العودة الى وطنهم، في حين إنه الموقف لا يرفض استخدام الوسائل السياسية لتحقيق هذا الهدف، فهو يبقى على درجة عالية من التشكيك ازاء فائدة اي جهد سياسي بمعزل عن العمل المسلح او الاستعداد للجوء الى القوة.

 بدأت الجمهورية الاسلامية الايرانية مرحلة جديدة تتضمن اعادة صياغة علاقاتها العربية والاسلامية، ما بين شد وجذب اما بالنسبة للقضية الفلسطينية فقد تحسنت العلاقات الايرانية مع منظمة التحرير الفلسطينية، بعد سقوط محمد رضا شاه(1941-1979)، حيث تم تحويل مقر السفارة الاسرائيلية الى مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية، الا انه قد حدث تحول كبير في السياسة الايرانية، منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، والحصار الذي فرض على قطاع غزة، الذي خضع لسيطرة حركة حماس 2007، لذلك قامت ايران باتباع سياسة جديدة، تمكنها من لعب  دور اقليمي بكسبها اهمية اكبر عند القوى الكبرى في العالم وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي.

 قدمت ايران دعماً بأشكاله المختلفة لحركات المقاومة الاسلامية؛ فبعد ان ساندت حزب الله في لبنان، ونجاحه في دحر الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان، بدأت ايران تقدم بدعمها للحركات الاسلامية الفلسطينية. فزادت من دعمها لحركة الجهاد الاسلامي التي تربطها بهما علاقات تاريخية. من خلال ترحيب حركة الجهاد الاسلامي على لسان مؤسسها فتحي الشقاقي(1951-1995)، بنجاح الثورة الاسلامية الايرانية، واعتبارها نموذجا يجب الاحتذاء به، ودعم حركة حماس بسخاء بعد فوزها بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، وقد زاد حجم الدعم بعد سيطرتها على قطاع غزة.

السيرة الشخصية للمؤلف

  • أ.م.د. وداد جابر غازي

    مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية ، الجامعة المستنصرية

التنزيلات

منشور

2020-05-16